"الصحافة الإنسانية" تطلق ورقة سياسات لإنقاذ محميات عدن الرطبة من الانهيار والفوضى البيئية

2025-11-04

في نداء عاجل لإنقاذ آخر ما تبقى من الرئة البيئية لمدينة عدن، أطلقت مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf)، الثلاثاء، ورقة سياسات عامة، حول "إنقاذ محميات عدن الرطبة.. سياسات مقترحة لمستقبل مستدام"، وهي وثيقة ثرية بالتحليل والمقترحات العملية، تمثل ثمرة لمشروع "أصوات عدن الخضراء" الذي تنفذه المؤسسة بالشراكة مع منظمة سيفرورلد (Saferworld)، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وبالتنسيق مع الهيئة العامة لحماية البيئة – فرع عدن.

وصدرت الورقة نحو ضغط مجتمعي على المستويين الوطني والدولي، ودفعًا بملف محميات عدن الخمس — وفي مقدمتها الحسوة والمملاح — إلى صدارة الاهتمام، داعية إلى إعداد ملف وطني لتقديمه إلى اتفاقية رامسار الدولية، باعتبارها المدخل الأساس للحصول على اعتراف دولي وحماية بيئية مستدامة.

وتكشف الورقة أن المحميات التي تشكل الدرع البيولوجي الأخير لعدن تواجه خطر الانقراض جراء الزحف العمراني العشوائي، وردم المسطحات المائية، والتلوث الصارخ، حتى تحولت محمية الحسوة إلى مكب نفايات، وفقدت المملاح نحو 20% من مساحتها الكلية.

وتؤكد أن ما يجري يعد تهديدًا وجوديًا مباشرًا لمدينة محاطة بمياه البحر ومهددة بالفيضانات وارتفاع منسوب المياه المالحة، وأن أي تأخير في التدخل يعني تسليم عدن لمستقبل بيئي قاتم لا يمكن تداركه.

وتوصي الورقة باعتماد سياسة وطنية شاملة ومتكاملة تتضمن "إطلاق حملة وطنية فورية لإزالة التعديات والمنشآت غير القانونية في جميع المحميات دون استثناء"، و"تفعيل القوانين البيئية المجمدة وتوسيع صلاحيات هيئة حماية البيئة في إنفاذها ميدانيًا"، إلى جانب "تشكيل لجان متخصصة لترسيم الحدود القانونية للمحميات بدقة، وإصدار خرائط معتمدة تُرفع إلى الجهات الوطنية والدولية".

وتتضمن التوصيات "إنشاء هيئة إشرافية موحدة ذات استقلالية مالية وإدارية لإدارة المحميات ومراقبة تنفيذ القوانين"، و"استصدار قرار جمهوري عاجل لترسيم وحماية المحميات كأصول وطنية غير قابلة للمساس"، بالإضافة إلى "تفعيل التزامات اليمن في اتفاقية رامسار الدولية بما يتيح الحصول على الدعم الفني والمالي والتدريب المؤسسي".

وتشدد الورقة على أن البيئة ليست ترفًا تنمويًا قدر ما هي شرط وجودي، مشددة على أن استمرار تجاهل هذا الملف سيجعل عدن واحدة من أكثر المدن هشاشة أمام تغير المناخ في المنطقة.

وفي تصريح حاد النبرة، قال بسام القاضي، رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf)، إن "الورقة وثيقة إنذار بعد أن بلغ التدهور البيئي في عدن مستوىً لا يُغتفر، ومعه باتت المحميات الخمس مهددة بالاختفاء"، مشيرًا إلى أن هذه المحميات "ليست مجرد مساحات خضراء، لكنها جهاز التنفس الطبيعي للمدينة، وسدها الأخير أمام موجات البحر والفيضانات".


وأضاف، "ما لم تتدخل الدولة بقرارات حاسمة، فسنشهد انهيارًا بيئيًا يجر معه كل مظاهر الحياة الحضرية في المدينة."

ودعا القاضي "إلى تحرك وطني شجاع ومسؤول يبدأ فورًا بإزالة كل التعديات ومحاسبة المتسببين فيها، ويقود إلى قرار جمهوري ملزم لحماية المحميات، مع تفعيل التزامات اليمن في اتفاقية رامسار لضمان الدعم الدولي"، مؤكدًا ما أيماها "معركة بقاء بيئي"، قال إن "من يخسرها سيخسر عدن ذاتها."

وتُعد مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf) واحدة من أبرز المنظمات اليمنية العاملة في مجال الصحافة البيئية والمناخية، ينصب تركيزها على تعزيز الوعي البيئي، ودعم مبادرات المجتمع المدني، وصياغة سياسات محلية مستدامة، انطلاقًا من استراتيجية ترى في الصحافة أداة للإنقاذ دون أن تظل مجرد رصد للكارثة.

للاطلاع على الورقة:
https://drive.google.com/file/d/1yQkwWw3NKRcXP57kXFmFH95qbDPF5aKe/view?usp=drivesdk